سننسى بشرط أن تنسى أنت كذلك !
كتب : مصطفى حراث
و أنا أشاهد لقاء اليوم أحسست لأول مرة منذ أكثر من 6 سنوات بتلك الرغبة في البكاء على حال كرة القدم في بلادنا، تلك الأيام التي كنّا فيها نلعب من أجل اخف الأضرار. و الذي زاد الطين بلة هو أن الأمر واضح وضوح الشمس و لكن عقلية المباراة الشكلية فعلت بنا ما فعلت ..
المدرب أعطى الفرصة للبقية، و ذبحهم !
الفرصة لكادامورو بطريقة كهاته جعلته يظهر منهارا تمــاما و قد تحصّل المدرب بذلك على ترخيص مّقنن من اجل إبعاده مستقبلا.. ظلمه بذلك المنصب، و كذلك مصباح الذي أراده أن يُنشط الهجوم بطريقة عجيبة! لو قلبتها لكانت الأمور أقل سوءا، مجاني في الوسط و كادامورو في الدفاع، مصباح في الدفاع و غلام في الوسط الهجومي، أمــا فلسفتك جعلت منــا الديك المذبوح المنهزم لأول مرة في التصفيات الإفريقية منذ سنين عديدة.. أتمنى أن تكون قد جربت و اقتنعت !
المحافظة على الجوهرة .. موافقون على ذلك و لكن !
بعض الآراء كانت تؤيد قرار ترك الجوهرة ياسين براهيمي على مقاعد البدلاء و ذلك خوفا من الاصابات و تعقيد الأمور بالنسبة للخضر، في ملعب كهذا و حكم كذاكـ ، و في ظروف لا تشبه ظروف كرة القدم .. و لكن أن تُقر الآن أنك تفتقد لبديل ياسين براهيمي؟؟ إذن تلك مشكلة أخرى عليك أن تضيفها إلى مشكلة خط دفاعنا الثقيل، نحن هزمنــا الجميع لأننا كنا الأقوى و الأشرس في الهجوم، اليوم أنت جربت الدفاع فأعدمونا !
فكرتك للنسيان سيدي، المُنتخب الذي يفوز لا تغيير عليه ...
أتيت بمشروع من أجل منتخبنا الوطني، قلت أنه كان بإمكانه هزم ألمانيا لو لعب بمهاجمين، أنت لم تدرس الوضعية جيدا، و تريد اللعب بمهاجمين اثنين دون أن يكون خلفهما صانع العاب حقيقي، لا أدري منذ متى لن نصل إلى مرمى الخصم طيلة شوط كامل..؟
أشياء لن يتقبلها العقل إذا أقدمت على القيام بها، نتكلم اليوم بصيغة المتفائلين لأننا نعلم أن الفريق المتكامل أنت فضلت ( تكويره ) لتحصل على خلطة أخرى، خلطتك غير مناسبة للمنتخب الجزائري، ضعها جانبا و واصل بالنهج القديم، نهج محرز و براهيمي،
بدونهما، الكرة لم تصل مرمى الخصم !
شعرت بالفخر عند دخول براهيمي و محرز :
أشياء خفية كانت تحدث فوق أرضية الميدان، المنتخب المالي كان يلعب براحة إلى حين ظهور الورقتين الفتاكتين على خط التماس من أجل الدخول.. دخل الاثنان فسقط اللاعب الأول يشكو الإصابة و يبحث عن إيقاف اللعب.. دخل الاثنان فتحرك الثالث من هناك، سفيان الذي كان مربوطا صار طليقا و يقدم ما عليه. المنتخب المالي اختلط عليه كل شيء بمجرد أن عاد الناخب الوطني إلى رُشده، يعني المنتخب الجزائري لم ينهزم، بل 4-4-2 الغوركوفية انهزمت.
روراوة، قل له أن ينسى أو أن يترك القيادة للطيار الآلي !
المنتخب اليوم تشبع بثقافة الفوز، اللعب و الإمتاع و الهجوم من أجل الدفاع، المنتخب اليوم حفظ تكتيكا واضحا لعب به من زمان، التكتيك هذا لم يفشل أبدا، فلماذا نُفكر في تغييره ؟؟ التغيير من اجل التغيير و فقط؟ غير ممكن ذلك، هذا هو المنتخب الجوهرة اليوم، سيدي قل بأنك جربت و فقط، و انك لن تكرر ذلك مستقبلا ! فهذا المنتخب حتى لم تركته بدون مُدرب، سيفوز !
مقالات_ستاد_نيوز