الشجرة التي تغطي الغابة ربحنا معركة رد الاعتبار وقد لا نلتقي الألمان

حقق المنتخب الوطني الجزائري يوم أمس فوزا تاريخيا بتسجيله أول فوز في نهائيات كاس العالم بعد 32 سنة كاملة من الجفاف معلنا عن بداية ملحمة كروية جديدة في مهد الكرة البرازيلية بعد ملحمة “خيخون” الإسبانية التي لم يشهدها الكثير من هذا الجيل الذهبي للكرة الجزائرية. المنتخب الجزائري وبفوزه العريض على المنتخب الكوري بنتيجة ثقيلة (4-2) بات أيضا المنتخب الإفريقي الذي بحوزته أكبر انتصار للمنتخبات الإفريقية في تاريخ كرة القدم وهذا الإنجاز يحسب للناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش الذي نجح إلى أبعد الحدود في غرس عقلية الفوز لدى لاعبيه بعدما كان العقم الهجومي يلازم لاعبي المنتخب الوطني في السنوات الماضية. الفوز التاريخي للمنتخب الوطني أمام “محاربي التايجوك” هو في الحقيقة إنجاز يحسب للمجموعة ككل لكن لا يمكن له لوحده حجب كل تلك النقائص والأخطاء التي ارتكبت في لقاء الافتتاح أمام المنتخب البلجيكي والتي تكررت في اللقاء الثاني أمام المنتخب الكوري، نشوة الفوز وبعث الأمل في التأهل إلى الدور الثاني غطت على تلك الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها عناصر المنتخب الوطني في الشوط الثاني والتي أسالت العرق البارد للشعب الجزائري برمته. صحيح أننا يوم أمس ربحنا معركة “رد الاعتبار” لكننا في نفس الوقت لم نربح بعد “حرب” التأهل للدور الثاني وينتظرنا خصم عنيد لن يكون بمثل تلك السذاجة التي أظهرها المنتخب الكوري…لنكن صرحاء ولا نغطي “الشمس بالغربال” النتيجة الرائعة التي حققها أمس أشبال البوسني لا يمكنها في أي حال من الأحوال تغطية الانهيار البدني والتراجع غير المفهوم للوراء خلال شوطي مباراتي بلجيكا وكوريا وتضع علامة استفهام كبرى لهذا الأداء المتذبذب في الشوط الثاني الذي كاد أن يكلفنا غاليا. فهل هو نقص الخبرة لجل لاعبينا الشباب على هذا المستوى العالمي أم هو بكل بساطة سوء تسيير في التحضير البدني الذي أثر سلبا على جل لاعبينا في الشوط الثاني؟؟. نأمل أن يستدرك الناخب الوطني تلك الهفوات والثغرات في اللقاء الثالث أمام “دب روسي جريح” لم يستسلم بعد ونصحح المسار قبل أن يقع الفأس في الرأس لا قدر الله في أخر اختبار.