قلم جاف: مطلوب طبيب نفسي !!!

يبدو أن الأحلام التي رسمت عقب موت ايبوسي بأن ينتهي كابوس عنف الملاعب، وتكون الفاجعة نقطة تحول في تاريخ كرة القدم الجزائرية، أن يؤخذ بعين الاعتبار بلوغ درجة العنف الى حد زهق الأرواح ويخاف صانعوا القرار في عالم الساحرة المستديرة على أرواحهم ويتحركوا من أجل نفض الغبار عن هذا ملف القديم المتجدد.

وسط هذه الغوغاء والمد والجزر، يظهر في الأفق سراب يضنه الظمئان للكرة النظيفة ماءا يروي عطشه مما يشاهده من ثقافة على الشاشة الناقلة لملاعب العالم.

لكن الواقع أمر آخر والأمور لم تراوح مكانها حتى الآن، غير التضارب في التقارير والتراشق بين الجميع حول المتسبب الرئيسي في العنف

فرؤساء النوادي يرون أنفسهم ضحية ويوجهون أصابع الاتهام الى الصحافة والحكام، نفس الامر للحكام لا يقرون بتحمل مسؤوليتهم وينظرون الى أنفسهم بعين النزاهة والبقية مخطئون، والصحي يرى نفسه مرآة تعكس الطرفين الآخرين ولا ناقة له ولا جمل في الأمر

وغير بعيد عن الموضوع، طب النفس مبني على قاعدة يسير بها الجميع هي :” اقناع المريض أنه حقا مريض هو 80% من العلاج”، لذلك العلاج يجب أن يكون على يد طبيب نفسي.

يقنع الرؤساء أن كرة القدم لعبة جماعية تجري داخل المستطيل الأخضر وليس على صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، فلم أسمع يوما رئيس ريال مدريد يهدد رئيس برشلونة قبل “الكلاسيكو”، وحتى رئيس مجلس إدارة مانشستر يونايتد لا يعرفه كل متتبعي الكرة، هذا إضافة الى البحث عن توفير كل ظروف العمل بالنسبة للاعبيهم ومدربيهم.

ويقنع الحكام أن دورهم في الملعب هو حماية الفريقين وتسيير اللقاء وحماية اللاعبين من بعضهم البعض ومنح الحق لأهله، وليس تحديد الفائز بقرارات خاطئة تكررت وباتت مفضوحة لدى الجميع حتى قبل بداية اللقاء.

نفس الأمر لرجال الاعلام وزملاء مهنة المتاعب، بأن يبتعدوا عن العناوين التي تدغدغ مشاعر القارئ وتثير حماس المراهق، وانتقاء الكلمات الجيدة والبحث عن تطوير العلام الجزائري الذي بات غارق في قذارة المال بعيدا عن شرف المهنة، وبدل أن ينزلوا بمستواهم لمستوى الشارع، يبذلون جهد أكبر من أجل ان يرفعوا مستوى القارئ لمستواهم كصحفيين.

وفي الأخير يخصص جلسات كثيرة للمناصر ويقنعه ان لا يلبس ثوب الضحية ويرمي أخطاءه على الآخرين، ويتحمل مسؤوليته، وأن يعطي نفسه قيمة قبل أن يحاسب الآخرين ولا يقبل ان يعامل كالخراف عند مدخل الملعب ويجلس على “البيطون” 5 ساعات، ويطالب بظروف أحسن لأنه يدفع من ماله الخاص ويضع كرامته فوق حب الفريق مهما على حبه لا يجب أن يتجاوزها.

لما يقتنع الجميع أنهم مخطئون، وقتها يمكن علاج مشكل عنف الملاعب في اسبوع واحد فقط.

مات ايبوسي وتكلمنا ثم تكلمن وتكلم فتكل

وبدأت ألسنتنا من الكلام تمل

وسواعدنا عن الكتابة تكل

وما لم يقتنع كل طرف أنه مخطئ فلا أمل

ذنبه الوحيد أن قطع الصحراء للاحتراف

وجد بطولة عنوانها معا نحو الانحراف

حلم بالنجاح لكنه عاد بلده جثة محمولة على الأكتاف

=============================